*هل تسعى امريكا لتجميل صورة التصوف بعد ان تراجع بسبب المد السلفي؟؟*
بقلم : ابو عاصم السلفي
ظهر المدعو محمد الازيرق وهو عضو نشط في حركة التصوف السوداني في مقطع فيديو *وهو يبشر بعهد جديد للتصوف، ويعلن ان الصوفية في مرحلة الهيمنة والتمكين، ويا ليته اعلنها حربا ضروسا على اعداء الامة الذين يتربصون بها الدوائر ولكنه أعلنها حربا لا هوادة فيها على منهج أهل السنة والجماعة برعاية الكونغرس الامريكي ،وبحضور منظمات كنسية ، ومراكز بحثية في ورشة عمل عن "مرتكزات التطرف الفكرية ، كيف يصنع، وكيف يمول"، وقد خرجت الورشة بتوصيات من أهمها : ان التصوف هو الاسلام المعتدل وينبغي على الغرب التعاون معه وفق مظلة التعايش السلمي بين الاديان والمصالح المشتركة.*
فهاهو التاريخ يعيد نفسه !! *فالمتصوفة عبر تاريخهم الطويل كانوا عونا للاستعمار فمن قبل هم الذين مكنوا الغرب من الاستيلاء على بلاد المسلمين* يقول نابليون حاكم فرنسا الاسبق
*(لقد كسبت صداقة مشايخ الطرق في مصر لكي آمن من شر الشعب المصري، وهو (أي نابليون ) أهدى لكل شيخ طريقة سجادة ما زالت الطرق تنتسب إليها إلى اليوم،...وقال اللورد كرومر : لقد وضعت المشايخ في يدي ، ووضعت مصر في جيبي* (انظر كتاب السيد البدوي، محمود أبو ريه، ص16)
بل *شيخ الطريقة الختمية بالسودان على الميرغني جاء مرشدا مع الجيش الانجليزي بقيادة كتشنر لقتال جيش المهدية الذي كان يحكم باسم الاسلام، كما أن الماسونية العالمية تدعم الطرق الصوفية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة* (الرفاعية، عبد الرحمن االدمشقية ، ص196)
فالغرب *لا يخشون انتشارهذا الاسلام المزعوم ( التصوف) بل يشجعون ذيوعه فهو افيون خطير ولذلك يدعمونه* ( التصوف بين الحق والخلق، محمد شقفة، 217)
ومن *التقارير الخطيرة التي نشرتها "U.S.News" الأمريكية عن التصوف ان الاستراتيجيون الأمريكيون يعتقدون بشكل متزايد أن الحركة الصوفية بأفرعها العالمية قد تكون واحداً من أفضل الأسلحة ضد تنظيم القاعدة والإسلام الجهادي. فالصوفية بطرقها الباطنية تمثل برأيهم توجهاً مناقضاً للطوائف الأصولية كالوهابية التي يمنع أشد أئمتها تعصباً "الموسيقى والرقص لا بل حتى الحب الرومانسي..فالمزارات الصوفية دُمِّرت في السعودية واضطر أتباعها إلى التواري عن الأنظار بعد اتهامهم بالزندقة بذريعة تقديسهم للقديسين. ولكن الصوفية تعود، ولها اليوم ملايين الأتباع المخلصين في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأفريقيا الغربية، ناهيك عن مئات الملايين ممن يتبعون التقاليد الصوفية..* "(ديفيد كابلان، تقرير: قلوب وعقول ودولارات،مجلة يو إس نيوز، ترجمة: د. إبراهيم علوش)
وأضاف التقرير أيضاً : *«بينما لا يستطيع الرسميون الأمريكيون أن يُقروا الصوفية علناً، بسبب فصل الدين عن الدولة في الدستور الأمريكي، فإنهم يدفعون علناً باتجاه تعزيز العلاقة مع الحركة الصوفية»*.(نفس المصدر السابق)
بل إن التقرير *أورد أمثلة عملية على بوادر الدعم الأمريكي الخفي للصوفية فقال: «في قرغيزستان، ساعدت أموال السفارة الأمريكية بترميم مزار صوفي مهم. وفي أوزبكستان، أُنفق المال لحفظ النصوص الإسلامية العتيقة»*.نفس المصدر السابق)
كما أن مؤسسة *"راند" قد أوصت في تقريرها الذي يحمل عنوان "إسلام حضاري ديموقراطي، شركاء وموارد واستراتيجيات" بـ: «تعزيز مكانة المذهب الصوفي»*.. *والمذهب الصوفي – بحسب راند- لا يشبه الأصوليين ولا التقليديين، وإنما هو أقرب للتيار "المجدد"، لأنه يمثل التأويل الفكري المنفتح للإسلام* ..وقد أوصت المؤسسة على دعم الصوفية على النحو الآتي:
1. تشجيع *الدول ذات التقاليد الصوفية* *القوية على التركيز* *على الجزء الصوفي من تاريخهم.*
2. إدراج *التقاليد الصوفية* *في المناهج الدراسية المعتمدة في المدارس.*
وهكذا *ترسم مؤسسة "راند" في تقريرها هذا، استراتيجيات تضمن للغرب هيمنته على العالم الإسلامي من خلال التصوف ، والذي اظهر نشاطا محموما بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر2001م حيث تمكن من عقد للندوات والمؤتمرات وافتتاح مدارس وقنوات فضائية الخ بدعم من الغرب وبإشراف مفكريها.
إقراء قوله تعالى:
" *وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم*ْ " البقرة : 120 ويقول تعالى :
" *وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ* " البقرة : 217 ، ويقول تعالى :
" *وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ* " الأنعام : 55.
ومن *آثار هذا التقرير وغيرها من التقارير التي وضعتها الاستراتيجية الامريكية لمحاربة المنهج الوسطي المتمثل في منهج اهل ال
سنة والجماعة ، أقام *المتصوفة بدعم غربي روسي مؤتمر أهل السنة والجماعة خلال هذا العام بغروزني *والذي أقصى التيارات السلفية أو ما درج بتسميتهم بـ ( الوهابية زعموا) عن مسمى أهل السنة والجماعة* ، كما *دعا الحبيب الجفرى خلال زيارته للسودان إلغاء المناهج التي تدعو إلى تصحيح المعتقد ودعا مساعد رئيس الجمهورية الذي كان حاضرا ومشاركا في تجمعهم الذي حشدوا له كل صوفية السودان إلى معاقبة كل من ساهم في تغيير المنهج الاشعري الذي كان يدرس في المدارس إلى منهج التوحيد الذي تمكن نفرمن ذوي التوجه السلفي من اضافته لمقرر التربية الاسلامية في المدارس الثانوية*
، و *من قبل سعوا إلى حذف المادة ( 22 ) الخاصة بقانون الدجل والشعوذة، وهذه المادة هي التي وضعت حدا للمتصوفة من استغلالهم للبسطاء والسذج والاحتيال عليهم باسم الولاية وكراماتهم من خلال صناديق النذور وبيع الاحجبة والتمائم وادعائهم بانزال المطر عند الجدب والمجاعة،* كما تحركوا *إلى منع إقامة الدروس العلمية في الاماكن العامة ، لما لها تأثير كبير في استقطاب الناس للتوحيد والعقيدة ولكن محاولتهم باءت بالفشل بعد ان تصدى لها السلفيون والحركة الاسلامية ، واساتذة الجامعات من ذوي التوجه الاسلامي الصحيح*
ولما فشلت كل محاولاتهم في *إعادة السودان إلى العقيدة الاشعرية لجاؤا إلى حيلة اخرى لاستمالة الحكومة لتحقيق مطالبهم اعتقادا منهم بأن معظم الذين ينتمون للصوفية هم اعضاء في الحزب الحاكم فيمكن لهم استقطابهم وبالتالي انهيار الحزب ـ زعموا ـ فدعوا لقيام حزب باسم الحزب الصوفي الديمقراطي ، ولا ندري عن اي ديمقراطية يتحدثون عنها؟ ..أليس هم من قالوا في ادب المريد (قف امام شيخك كالجثة أمام المغسل فلا تقل له لما ولا كيف ، وان اعترضت انطردت)*
*صرخة نذير*
ان هذا التكالب والهجمة الشرسة التي تقوم بها *الصوفية بالتنسيق مع الغرب لتشويه صورة الاسلام المعتدل فإن ذلك وبلا شك سيعزز لانتشار الجهل والامية الدينية ليس على مستوى السودان فحسب بل على مستوى العالم باسره*
ولهذا لابد من *تضافر الجهود للتصدي لامركة التصوف انتصارا لعقيدة التوحيد، وقمعا للبدع والخرافة ، وعلى اهل السنة والجماعة أن ينتبهوا لمخططات الغرب وفتح قنوات حوار معه لبيان أن ما يثار حولها من شبهات لا أصل له في الواقع ,وان السلفيون هم اكثر الناس تضررا من الارهاب والمملكة العربية السعودية التي تمثل انموذجا لمنهج اهل السنة والجماعة هي من اكثر الدول تعرضا للارهاب* بل ان الجماعات *السلفية في بعض الاقطار تعرضت للقتل والايذاء وهم ركعا وسجدا ( انصار السنة المحمدبة بالسودان وكذلك ما حدث اخيرا من تفجير لمطعم تركي في ببوركينا فاسو كان بداخله مشايخ افاضل من جمعية احياء التراث الاسلامي بالكويت في مهمة دعوية واغاثية "انموذجا")*
فالجماعات الارهابية والمتطرفة او الداعشية هي التي *تستهدف اهل السنة والجماعة اكثر من غيرهم وهم الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال (يقتلون اهل الايمان ويدعون اهل الاوثان)*
وهذه الرسالة *لا بد أن تصل للغرب الذي يحاول أن يتجاهل او يتغافل هذه الحقيقة لاجندة استعمارية، ولخوفه من الاسلام الصحيح الذي ازدهرت في عهده الحضارة الانسانية. فالتضامن لايصال رسالة الاسلام الصحيح للغرب واجب جميع المسلمين*
يقول تعالى:
*(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)* سورة الانفال :73
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق