السلام على اصحاب الكتاب - و ذكر WA ZAKKER

Breaking

الخميس، 9 أبريل 2020

السلام على اصحاب الكتاب

السلام على اصحاب الكتاب

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ﷺ قال : " لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام ، فإذا لقيتم أحدهم في طريق ، فاضطروه إلى أضيقه " رواه مسلم .
هذا الحديث قد استشكل على كثير الناس ، كيف الإسلام ينهى عن السلام لليهود والنصارى وكيف ويؤذيهم بأن يضطرهم إلى أضيق الطريق . بل وجد من يبرر ذلك ويحمل الحديث على أن هذا الفعل وهو خارج إلى اليهود ليقاتلهم ، وليس عام . 
وهؤلاء هم الذين يحاولون ان يقربوا بين الأديان ، فتراهم يلوون أعناق الأحاديث والآيات ، لتوافق ما هو عليه من اعتقاد ومنهج .
السلام على اصحاب الكتاب

وفي الحديث مسألتان :
الأولى : ابتدأ اليهود والنصارى بالسلام .
وهذا لا يجوز ، للنهي كما في الحديث ، ويؤيد هذا قول راوي الحديث سهيل بن أبي صالح : " خرجت مع أبي إلى الشام ، فكان أهل الشام يمرون بأهل الصوامع فيسلمون عليهم ، فسمعت أبي يقول : سمعت رسول الله ﷺ يقول ... " فذكره . قال الألباني رحمه الله : أخرجه أحمد  وأبو داود بسند صحيح على شرط مسلم . فهذا نص من راوي الحديث - وهو أبو صالح واسمه ذكوان تابعي ثقة .
وعن أبي عثمان النهدي قال : " كتب أبو موسى إلى رهبان يسلم عليه في كتابه ، فقيل له : أتسلم عليه وهو كافر ؟ ! قال : إنه كتب إلي، فسلم علي ورددت عليه " أخرجه البخاري في " أدبه " قال الألباني بسند جيد .
ووجه الاستدلال به ، أن قول القائل " أتسلم عليه وهو كافر " يشعر بأن بدأ الكافر بالسلام كان معروفا عندهم أنه لا يجوز على وجه العموم وليس خاص بلقائه في الطريق ، ولذلك استنكر ذلك السائل على أبي موسى وأقره هذا عليه ولم ينكره بل اعتذر بأنه فعل ذلك ردا عليه لا مبتدئا به ، فثبت من هذه الروايات أن بدأ الكتابي بالسلام لا يجوز مطلقا سواء كان في الطريق أو في المنزل أو غيره .
وهنا ربما ترد مسألة وهي : هل يجوز أن يبدأه بغير السلام من مثل قوله : كيف أصبحت أو أمسيت أو كيف حالك ونحو ذلك ؟ قال الألباني رحمه الله : الذي يبدو لي والله أعلم الجواز ، لأن النهي المذكور في الحديث إنما هو عن السلام وهو عند الإطلاق إنما يراد به السلام الإسلامي المتضمن لاسم الله عز وجل ، كما في قوله ﷺ : " السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينهم ". أخرجه البخاري في
" الأدب المفرد "  .
ومما يؤيد ما ذكرته قول علقمة : " إنما سلم عبد الله ( يعني ابن مسعود ) على الدهاقين إشارة " . أخرجه البخاري مترجما له بقوله : " من سلم على الذمي إشارة " وسنده صحيح .
فأجاز ابن مسعود ابتداءهم في السلام بالإشارة لأنه ليس السلام الخاص بالمسلمين ، فكذلك يقال في السلام عليهم بنحو ما ذكرنا من الألفاظ . 
الكاتب : أبوعبدالوهاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات