لماذا سُمي قرآناً؟ - و ذكر WA ZAKKER

Breaking

الأحد، 19 نوفمبر 2017

لماذا سُمي قرآناً؟



لماذا سُمي قرآناً؟

اُختلف في الاسم "قرآن"؛ فقال جماعةٌ‏:‏ هو اسمُ علمٍ غيرُ مشتقٍ خاصٍ بكلام الله، فهو غير مهموزٍ. وبه قرأ ابن كثيرٍ، وهو مروىٌ عن الشافعي‏.‏ (يقول السيوطي‏:‏ "والمختار عندي ما نص عليه الشافعي").

وأخرج البيهقي والخطيب وغيرهما أن القرآن اسمٌ ليس بمهموزٍ، لم يؤخذ من قراءة، ولكنه اسمٌ لكتاب الله مثل التوراة والإنجيل‏.‏
وقال قومٌ منهم الأشعري‏:‏ هو مشتقٌ من قرنتُ الشيء بالشيء‏:‏ إذا ضممتُ أحدهما إلى الآخر، وسُمى به القرآن لضمه السور والآيات والحروف‏.‏ وقال الفراء‏:‏ هو مشتقٌ من القرائن لأن الآيات منه يُصَّدِق بعضُها بعضاً ويشابه بعضُها بعضاً وهي قرائن. وعلى القولين بلا همزٍ أيضاً ونونه أصلية‏.‏
وقال الزجاج‏:‏ الصحيح أن ترك الهمز فيه من باب التخفيف ونقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها‏.‏
واختلف القائلون بأنه مهموزٌ؛ فقال اللحياني‏:‏ هو مصدرٌ للفعل "قرأت" كالرجحان والغفران، سُمى به الكتاب المقروء من باب تسمية المفعول بالمصدر‏.‏
وقال آخرون منهم الزجاج‏:‏ هو وصفٌ على وزن فعلان مشتقٌ من "القُرء" بمعنى الجمع، ومنه قرأتُ الماء في الحوض‏:‏ أي جمعته‏.‏ قال أبو عبيدة‏:‏ وسُمى بذلك لأنه جمع السور بعضَها إلى بعض‏.‏
وقال الراغب‏:‏ لا يُقال لكل جمعٍ "قرآن"، ولا لجمع كل كلامٍ "قرآن"‏.‏ وإنما سُمي قرآناً لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة‏.‏
وقيل لأنه جمع أنواع العلوم كلها‏.‏
وحكى قطرب‏ إنه سُمى قرآناً لأن القارئ يُظهره ويُبينه من فيه [أي من فمه]، أخذاً من قول العرب ما قَرَأَت الناقةُ سلاقط‏:‏ أي ما رمت بولدٍ‏:‏ أي ما أسقطت ولداً‏:‏ أي ما حملت قط، والقرآن يلقطه القارئ من فيه ويلقيه فسُمي قرآناً

مقتطفات من كتاب:
*"الإتقان في علوم القرآن"*
لجلال الدين السيوطي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات