طرحت جسدها المتعب من أعباء البيت على سريرها وتناولت هاتفها النقال الذي لم يتوقف عن رنين الرسائل ففتحت الهاتف
فإذا هي مقاطع عبر السناب شات من زميلتها التي قد سافرت إلى أوربا
صورت فيها مناظر الجبال التي يكسوها الجليد ومنظر الطبيعة الخلابة التي تطل عليها نافذة غرفتها في الفندق وضحكاتها هي وزوجها وأبنائها وهم يتنقلون بين المروج الخضراء .
أخذ قلبها يعتصر ألماً وهي تردد بينها
وبين نفسها الله يسعدك ويحفظك يا صديقتي الغالية والله يرزقني مما رزقك.
ثم فتحت الانستغرام وفتحت حساب أختها الصغرى فإذا هي تجد صورة ....... لهدية قدمها لها زوجها بمناسبة ترقيته .
قالت : ما شاء الله ، الله يسخر لها ويسخر لي من زمان ماجاب لي زوجي هدية إيه الحمدلله .
ثم فتحت حساب صديقتها عبير فإذا صورة لهم وهم يتناولون جبة العشاء في أحد المطاعم الراقية.....
قالت : الله يرحم ضعفي من المغرب وأنا بالمطبخ تعبانه عشان العشا وهم ما شاء الله بالمطعم متهنين إيه الله يديم عليهم نعمته .
وأخذت تقلب من حساب إلى حساب وقلبها كله حسرات على ما ينقصها مزدرية نعمة الله عليها غافلة عما تتمتع به مماهو خير مما عند غيرها .
أغلقت هاتفها
وغادرت سريرها متوجه لزوجها تطلب منه أن يسافر بها مثل فلانة صديقتها ومثل فلان أخيها الذي سافر بزوجته وفلانه وفلانه وتلح عليه فكان رده الله ييسر ويدبر الصالح.
عادت لغرفتها وصلت ركعتين قبل أن تخلد للنوم وتناولت مصحفها لتقرأ وردها ففتحت على سورة طه فاستعاذت وبسملت وتلت 🌱
( طه* مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ* إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ)
توقفت قليلا وتأملت الآيات (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ)
قالت في نفسها : أنزله لتسعد فالقرآن هو مصدر السعادة للعبد إذا تدبره وعمل به.
ثم تابعت تلاوتها حتى وصلت إلى قريب من آخر السورة
وإذا هي تقرأ🌱
( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ)
تسمرت عيناها على الآية وأخذت ترددها🌱
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ)
قالت : الآية تخاطبني 🌱
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ)
تنهدت وقالت: رحماك ربي كم مددنا أعيننا إلى متاع الدنيا الزائل فتعلقت به قلوبنا ،وتحسرنا على فواته فاضطربت قلوبنا وفقدنا السكينة والرضا
....عايزين نرضى بحالنا. ....ونحمد الله. ..ولا نطلب ما هو فوق طاقتنا
....الرضا والقرب من الله والقناعة هى قمة السعادة. .
....قد نجد سعادتنا فى جلسة سمر جميله تجمع الزوج والزوجه والأولاد فى جلسة حب ومودة وصفاء وتبادل الحديث الطيب الذى يعبر عن الحب والموده بين الأسرة
...الجلسه فى بلكونة المنزل أو حجرة المعيشه قد تكون أجمل وأفضل من الجلسة فى أعظم المطاعم. ...
...الذهاب إلى حديقه بسيطه مع وجود السعادة بين افراد الاسرة قد تكون أفضل من السفر هنا وهناك
...السعادة ليست بالسفر والمطاعم والفنادق. ...ولكن السعادة بالرضا والقناعه والرضا ولو كانت فى بيت بسيط
#د_نبيله_متولى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق