أسرار عدم الاستجابة الى الدعاء.

أسرار عدم الاستجابة الى الدعاء.

هل جربت ان تدعو كثيرا يا رب اسعدني يا رب نجحني يا رب اخرجني مما انا فيه يا رب اشفيني يا رب ارزقني.. و الى الان لم يتغير حالك؟؟ هل عرفت السبب؟ ام استطاعت الأنا فيك ان تشوه لك ظنك بالله و توقعك في دائرة السوء الى الأبد ( الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء). اي انهم ابدا لا يخرجون من المصاعب و من المساوئ بسبب سوء ظنهم بالله. فأول سر في استجابة الدعاء هو في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله و انتم موقنون بالاجابة حتى ان الله جل و علا قال: ادعوني استجب لكم و لم يقل ادعوني فاستجيب او ثم استجيب كإشارة و تاكيد على سرعة الاجابة و فورية الاجابة. لذلك عليك ان تدعوه بيقين انه سريع مجيب و لا تدعوه و انت تشك في استجابته او متعلق بالنتيجة...

السر الثاني في عدم استجابة الدعاء هو التعلق بالنتيجة دون الاخذ بالاسباب. فمثلا في دعائك : يا رب اسعدني. هل اخذت بأسباب السعادة؟؟ ام انك فقط عبد متواكل ترفع يديك لتطلب دون الاخذ بالاسباب؟؟ فكيف تتوقع من الكون ان يستجيب لك؟؟!! فإذا كنت تربط السعادة بالحصول على اهداف مادية ( شكلية) كالنجاح المادي او العملي او امتلاك اشياء مادية ( سيارة؛ منزل؛ رصيد بنكي) فأنت هنا حكمت على نفسك بالتعاسة و ستظل تنتظر ان تحصل على هذه الاشياء حتى تسعد و لكن نفسك المتطلبة ستكون دائما في حالة عدم اكتفاء بما تحصل و كلما حصلت على شيء صارت نفسك تطلب منك الحصول على شيء جديد حتى تسعد.. وهكذا تصير سعادتك مرهونة لغد لست تملكه. و تظل فقط تدعو يا رب اسعدني.. و لكنك كتبت شقائك بيدك و الحل عندك و هو ان تدرك ان السعادة هي وليدة اللحظة هي سعادة الكينونة و ليست السعادة بالموجود و ماهو زائل.. السعادة هي وليدة الداخل وليست وليدة الخارج. فهذه هي اسباب السعادة التي عليك ان تاخذ بها حتى يتحقق الدعاء. ان تعمل على ان توجد السعادة بداخلك ان تتقبل حياتك و تتعلم كيف تشكر النعم الكثيرة التي وهبها لك الله حتى تزيد بركتها في حياتك.. ان تتعلم ان السعادة في العطاء و انك كلما بسطت يدك و ووجهك و قلبك للعطاء كلما رزقت بلا توقع و من حيث لا تحتسب. و لتدرك ان لكل شيئ سببا فأتّبع سببا حتى تفلح و تصبح بدعائك سعيدا لا شقيا.