الغضبان كالسكران - و ذكر WA ZAKKER

Breaking

الجمعة، 1 ديسمبر 2017

الغضبان كالسكران

الغضبان كالسكران

*قال ابن الجوزي - رحمه الله -*
الغضبان كالسكران لا يُؤاخذ بما يقول .
متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لا يصلح : فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله خنصراً – ( أي : لا تعتد بكلامه ) - ، ولا أن تؤاخذه به ؛ فإن حاله حال السكران ، لا يدري ما يجري ، بل اصبر لفورته ، ولا تعول عليها ؛


*1⃣فإن الشيطان قد غلبه ،*
*2⃣والطبع قد هاج ،*
*3⃣والعقل قد استتر .*
ومتى أخذت في نفسك عليه ،
أو أجبته بمقتضى فعله :
كنت كعاقل واجه مجنونًا ، أو كمفيق عاتب مغمى عليه ، فالذنب لك .
*بل انظر بعين الرحمة* ، وتلمح تصريف القدر له ، وتفرج في لعب الطبع به ، واعلم أنه إذا انتبه : ندم على ما جرى ، وعرف لك فضل الصبر .
وأقل الأقسام : أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به .
وهذه الحالة ينبغي أن يتلمحها الولد عند غضب الوالد ، *والزوجة عند غضب الزوج* ، فتتركه يشتفي بما يقول ، ولا تعول على ذلك ، فسيعود نادماً معتذراً .
ومتى قوبل على حالته ومقالته
صارت العداوة متمكنة ، وجازى في الإفاقة على ما فُعل في حقه وقت السكر .
*وأكثر الناس* على غير هذه الطريق : متى رأوا غضبان : قابلوه بما يقول ويعمل ، وهذا على غير مقتضى الحكمة ، بل الحكمة ما ذكرته ، ( وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) العنكبوت/ 43 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات