أول خلع في الإسلام - و ذكر WA ZAKKER

Breaking

الخميس، 30 نوفمبر 2017

demo-image

أول خلع في الإسلام

🌹شدّ انتباهي وأنا أراجع طرق أحاديث المختلعة رواية أخرجها ابن جرير في تفسيره فيها تفاصيل تعبر عن مكنون بشري لو وعيناه وأحسنّا إدارته لصلح شطر كبير من حياتنا .
عن أبي حريز أنه سأل عكرمة، هل كان للخلع أصل؟ قال: كان ابن عباس يقول :إن أول خلع كان في الإسلام أخت عبدالله بن أبيّ أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يارسول الله لا يجمع رأسي ورأسه شيء أبدًا ! إني رفعت جانب الخباء، فرأيته أقبل في عدة [ أي عدة رجال]؛ فإذا هو أشدهم سوادًا، وأقصرهم قامة، وأقبحهم وجهًا، قال زوجها إني أعطيتها أفضل مالي حديقة، فإن ردت عليّ حديقتي، قال: "ما تقولين"، قالت: نعم، وإن شاء زدته، قال : ففرق بينهما .
وعلى الاختلاف الشديد في تفاصيل روايات هذا الحديث وثبوتها؛ إلا أن الدرس الذي أحسب أن في تدبره خيرًا عظيمًا: أن العين قد تفتح على القلب باب الزهد في الموجود، وكم من مغتبطٍ بما معه سُلب منه الرضا والاكتفاء لأنه أشعل فتيل المقارنات في حياته، قد لا يصل الحال لتمني ماعند الآخرين لكن خفوت بريق ما كنا مكتفين؛ سنتبعه بلحظات ندب حظنا العاثر .
وقد أتى النهي في الوحي صريحًا عن فتح باب الشقاء هذا في حياتك؛ ففي كتاب الله نهي عن مد العين ابتداء "ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم"، حتى تعان على ضعفك البشري التائق لكمال الاستمتاع الدنيوي، وأزواج هنا في الآية بمعنى الناس فليس الأمر مقتصرًا على شؤون الزواج . ثم أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم للعمل حين يفتح الباب رغمًا عنك بهذه النصيحة : "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه " متفق عليه . وفي رواية لمسلم  ، قال : " انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " .

فأنت منهي عن مد العين ابتداء حتى لا ترى ما يضعف اكتفاءك، فإذا حصل وأدركت التفاوت فادفع ذلك بالنظر لمن هو دونك حالًا، وهنا أصل كلي عظيم يتلمسه من فقِه قانون الوحي في تعامله مع النوازع البشرية، مفاده أن التشريعات أتت لتعينك على ضعفك ولا تتحداه، وهي رحمة سابغة امتن الله بها علينا، ولعل الله ييسر بسطًا لهذه القاعدة الكلية المجلّية لجمال الإسلام وكمال رحمته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات

undefined

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *